الشريط الإخباري

دكتورة شابة من حلب توثق لعملتنا الوطنية منذ 100 عام

حلب-سانا

يأخذ مجال التوثيق أشكالاً مختلفة ما بين التخصصي الأكاديمي والهواية الفردية لكنه في تجربة الدكتورة الشابة نور الحميدي جمع الاثنين مع واحدة من أجمل الهوايات الكلاسيكية (جمع فئات العملة السورية).

والدكتورة الشابة نور ابنة جيل تفتحت عيونه على تقنيات الحاسوب والانترنت والجوال إلا أنها تعتبر نفسها مخضرمة في مجال توثيق العملات لكونها شهدت زمنين مختلفين من التوثيق (الورقي والإلكتروني) فضلاً عن أنها عايشت جزءاً من الضغوط التي مرت بها العملة السورية الوطنية.

وفي حديث مع سانا الثقافية بينت أن خبرتها في هذا المجال ومقدرتها على التمييز بين العملات القديمة ومعرفة قيمتها نمت منذ طفولتها عندما كانت تشاهد والدتها وهي تجمع العملات القديمة المتنوعة ثم تطورت الفكرة لديها حيث عملت على جمع إصدارات مختلفة من فئات العملات السورية الوطنية إصدار مصرف سورية المركزي أو مصرف سورية ولبنان أو مؤسسة إصدار النقد السوري والذي شجعها لاحقاً على دخول كلية الاقتصاد.

وعن كيفية معرفة العملات القديمة والتمييز بينها أشارت نور إلى أن ذلك يتم من خلال أعوام إصدارات العملة ومقارنتها بين بعضها والرجوع إلى أكثر من مصدر لتوثيقها.

وخلال جمعها للعملات الوطنية السورية كان هناك تغييرات لمستها بين عملات الزمنين الماضي والحاضر فسابقاً كانت تصنع من معادن ثمينة أو خليط منها ومن المعدن أما العملة الورقية فكانت مصنوعة من مواد ذات نوعية جيدة تقاوم التمزيق والتلف إضافة إلى الزخارف والصور والرموز المطبوعة عليها.

أما العملة الحديثة الورقية فتجدها أنها أصبحت أصغر حجماً وشكلها يشبه العملات الأجنبية في ألوانها معتبرة أن هذا التطور الذي يشهده العالم بالاستغناء عن العملة المعدنية لصالح الورقية أمر يتوجب الانتباه له.

وأهدت الدكتورة نور كليتها التي تخرجت منها وهي حائزة على شهادة الدكتوراه في كلية الاقتصاد بمجال (الإحصاء-رياضيات تأمين) لوحة مصورة احتوت على كم كبير من العملات السورية وعن ذلك أشارت إلى أنها قامت بتصوير كل قطعة ورقية ونقدية بالكاميرا ثم تنظيفها من الشوائب والخطوط والكتابات والتلف بواسطة برنامج الفوتوشوب وجمعها في لوحة أبعادها 2 متر بـ 1.5 متر واستغرق هذا العمل عاماً كاملاً من حيث توثيق العملة وإصداراتها وإخراجها بالشكل النهائي.

وتتألف اللوحة من إصدارات متنوعة بأعوام مختلفة مرتبة تصاعدياً من عام 1919 إلى 2019 لعملتنا الورقية والنقدية ورموزها كالصقر السوري الذي يعد شعار مصرف سورية المركزي كما ضمت اللوحة أكثر من 100 قطعة بين ورقية ومعدنية لتغدو بمثابة وثيقة تاريخية تسلط الضوء على عملتنا الوطنية التي صمدت لقرن كامل رغم الظروف والعقوبات الاقتصادية.

وأعربت في ختام الحديث عن أمنيتها أن يقوم مصرف سورية المركزي وفروعه في المحافظات بدعمها في إخراج لوحة ضخمة توثيقية لعملتنا السورية بحيث يتم تعليقها على جدران المصارف وفي المتاحف والساحات بهدف التعريف بإصدارات العملة السورية كونها رمزاً وطنياً يتوجب الحفاظ عليه.

رشا محفوض