الشريط الإخباري

جدل العام الدراسي الجديد- بقلم عبد الرحيم أحمد

بدأ العام الدراسي الجديد مثقلاً بتحديات زادت عن سابقاتها في سنوات الحرب الماضية، أولها وباء كورونا الذي أصاب دولاً كبرى بالشلل لأشهر عدة، وثانيها استيلاء ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي على مئات المدارس في محافظة الحسكة ومنعها عشرات الآلاف من الطلاب من العودة إلى مقاعد الدراسة وفق منهاج وزارة التربية.

سياسة الميليشيا بالاستيلاء على المدارس بقوة السلاح التي تهدف إلى فرض الأمر الواقع وتغيير المناهج الوطنية بأخرى انفصالية، كانت بدأتها الميليشيا بالاستيلاء على المدارس الابتدائية قبل خمس سنوات لمعرفتها بسهولة التأثير في عقول الأطفال لغرس مفاهيم بعيدة عن الهم الوطني العام، تلتها عملية الاستيلاء على المدارس الإعدادية والثانوية.

ومع بداية العام الدراسي الجديد استكملت الميليشيا استيلاءها بقوة السلاح على المدارس الثانوية ليصل عدد المدارس التي استولت عليها 2285 مدرسة الأمر الذي حرم نحو 100 ألف طالب وتلميذ من تلقي علومهم وفق مناهج وزارة التربية المعترف بها.

وفي ظل هذه الظروف وبعيداً عن متابعة محاولات العثماني الجديد فرض سياسة التتريك في المناطق التي يحتلها شمال البلاد عبر فرض تعليم اللغة التركية ومناهجها، لم تخل بداية العام الدراسي من تجاذبات داخلية بعضها جدي يتعلق بمخاوف حقيقية تتعلق بصحة التلاميذ والطلاب والكوادر التعليمية وبالتالي المجتمع السوري بأكمله، وبعضها الآخر سطحي سخيف وقف على أطلال العقل والحكمة معمماً الفوضى وناشراً اليأس والطاقة السلبية الهدامة.

وبالرغم من أن معظم دول العالم استعادت نشاطها الاقتصادي والثقافي والتعليمي وحتى الرياضي ومنها سورية، ارتفعت أصوات تطالب بوقف وتأجيل العملية التعليمية التي تشكل خط الدفاع الأول ضد الإرهاب التكفيري الظلامي، بحجة الوباء.

صحيح أننا لانستطيع أن نؤمن كامل الأجواء الدراسية التي استطاعت الدول المتقدمة أن تؤمنها لطلابها، لكن هذا لايعني أن ننتظر حتى نستطيع، أو إلى أن يتلاشى الوباء خصوصاً أنه لم يثبت علمياً إمكانية تلاشي الوباء في المدى المنظور، والكل مجمع أنه علينا التعايش معه والعيش ضمن اشتراطات احترازية هي في بلدنا بالحد الأدنى بكل تأكيد نتيجة حرب لو أصابت الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا لما استطاعت أن تتحمل تبعاتها.

لذلك المطلوب منا جميعاً أن نشارك في إدارة العملية التعليمية، كل من موقعه، لأنها تعنينا في أطفالنا ومنازلنا. ولنبدأ بتصحيح الخلل بالكلمة والعمل .. فكلنا نعلم قدراتنا المادية المحدودة، لكن بالإرادة المشتركة والأهداف النبيلة نستطيع مد يد العون.. ولنبتعد عن التشهير والمقارنة بالدول المتقدمة التي تعيش حالة رخاء منذ عقود.

اليوم نحن في سباق مع العثماني والأمريكي وميليشيا “قسد” لإنارة عقول أبنائنا بالعلم من جهة والوعي لما يحاك لبلدنا من جهة ثانية، ليكونوا الدرع الواعي والحامي للوطن في المستقبل القريب

انظر ايضاً

أعمال الشغب في البرازيل.. أصابع واشنطن -بقلم: عبد الرحيم أحمد

لم تكن مغادرة الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو قبل أيام من انتهاء ولايته الدستورية إلى …