الشريط الإخباري

بعد عقدين على التدمير وسفك دماء الأبرياء… واشنطن تعلن نيتها الانسحاب من أفغانستان

واشنطن-سانا

عقدان من الزمن منذ أن بدأت الولايات المتحدة عدوانها على أفغانستان تحت أكذوبة الحرب على الإرهاب التي اخترعتها عقب هجمات أيلول عام 2001 لتعلن الإدارة الأمريكية الراهنة أنها اكتفت من أطول غزو تشنه في تاريخها وقررت سحب قواتها في أيلول المقبل.

الإعلان عن النية المزعومة للإدارة الأمريكية سحب قواتها من أفغانستان ليس جديداً إذ أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حدد شهر أيار المقبل موعداً لهذا التحرك الذي يشكك كثيرون بحدوثه أصلاً ليعاود تأجيله في خطوة مقصودة إلى أيلول تاريخ الهجمات على نيويورك فيما يؤكد محللون أن هذا الانسحاب في حال حدوثه يثير تساؤلات كثيرة من قبيل هل اكتفت واشنطن فعلاً من سفك الدماء والخراب الشامل الذي صنعته عبر عقدين في افغانستان أم أنها تهدف إلى إعادة توجيه قواتها العسكرية نحو جبهة جديدة افتعلتها بتصعيدها العدائي الأخير مع روسيا والصين.

مسؤول رفيع في إدارة بايدن أكد لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مشترطاً عدم كشف اسمه ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والسبب أن على الولايات المتحدة أن تتجه بعيداً عن الصراعات قليلة الشأن مثل أفغانستان إلى منافسين استراتيجيين أكثر أهمية مثل روسيا والصين إضافة إلى إيران وكوريا الديمقراطية وذلك في مؤشر واضح على النهج العدائي الذي تسير عليه الإدارة الأمريكية على خطا أسلافها.

موقع “وورلد سوشاليست” الأمريكي وصف اختيار بايدن تاريخ الانسحاب النهائي بحلول أيلول بأنه محاولة لتعزيز الأكذوبة القديمة التي استخدمتها واشنطن لتبرير الغزو وهي الرد على هجمات أيلول مشيراً إلى أن الواقع مغاير تماماً إذا أن مخطط غزو هذا البلد كان مدبراً قبل موعد تنفيذه.

بايدن لم يتطرق خلال إعلانه عزم واشنطن سحب قواتها إلى الآثار الكارثية التي خلفها الاحتلال الأمريكي على الشعب الأفغاني بما فيها آلاف الضحايا والمصابين ودمار البنية التحتية للبلاد إضافة إلى سرقة مقدراته فيما لم يفت الرئيس الأمريكي التذكير بأن 2300 جندي أمريكي قتلوا في أفغانستان وأن الولايات المتحدة أنفقت تريليوني دولار منذ بداية غزوها.

موقع “وورلد سوشاليست” لفت إلى أن العدد الرسمي الذي تفصح عنه الولايات المتحدة للجنود الأمريكيين في أفغانستان هو 2500 إضافة إلى 6500 جندي آخر من دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” لكن تقارير كثيرة تشير إلى أن عدد الجنود الأمريكيين هو في الحقيقة 3500 إضافة إلى آلاف الأفراد الأمريكيين بمن فيهم عناصر الاستخبارات المركزية “سي آي ايه” وقوات شبه عسكرية وأخرى خاصة ومرتزقة وجميعهم سيواصلون على الأرجح عملياتهم بدعم أمريكي.

ويرى مراقبون أن قرار الانسحاب الأمريكي هو نتيجة فشل واشنطن في تحقيق مخططاتها في أفغانستان بعد عشرين عاماً على غزوه ليؤكد ذلك عبارة ستيفن ويرثيم نائب مدير الأبحاث والسياسات في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول وهو مركز أبحاث في واشنطن قوله لمجلة “توداي وورلد فيو”: “بعد 11 أيلول شرعت الولايات المتحدة في إثبات أنها كانت الأمة التي لا غنى عنها في العالم.. وأفغانستان مقبرة ادعاءات أمريكا بأن العالم لا يمكنه الاستغناء عنها”.

باسمة كنون

انظر ايضاً

مصرع 15 شخصاً جراء تساقط الثلوج بأفغانستان

كابول-سانا لقي 15 شخصاً مصرعهم، وأصيب 30 آخرون بجروح إثر تساقط جليدي كثيف على نطاق …