الشريط الإخباري

فؤاد أبو عساف.. إبداع فني قوامه روح شغوف وغنى ثقافي وفلسفي

السويداء-سانا

إبداع فني ولد من رحم البيئة تغذيه روح شغوفة تبحث عن مستقر لها بين عتمة البازلت وقسوته صاغه الفنان التشكيلي فؤاد أبو عساف بأعمال نحتية انطلقت من الخيال والأساطير ومن الموهبة والغنى الفكري والثقافي لديه.

وتتباين الأشكال والأجسام والأحجام في منحوتات أبو عساف وتتعدد آفاق التعبير والمنطلقات الفكرية والفلسفية ولكن تبقى نظرية واحدة تربط بين إبداعاته وأعماله النحتية وهي لغة السطوح والملامس المبتكرة التي يقوم عليها اتجاهه وينسج منها عالمه الخاص ويستلهم أفكاره محولاً إياها إلى حوار وسجال مفتوح يسمح للمتلقي بقراءات متعددة لأعماله.

أبو عساف الذي حول منزله لمعرض دائم لروائع أعماله يقضي ساعات طويلة بلا كلل أو ملل في مشغله بين الصخور يستنطق فراغاته ويسقط انفعالاته عليها ويحولها إلى صور غنية بالرموز والتعابير إضافة إلى احتضانه للمواهب الشابة ومساعدتها على شق طريقها في النحت وذلك بتقديم المكان والأدوات لهم ومساعدتهم على بيع أعمالهم مشيراً إلى حلمه بأن يترك إرثاً فنياً للأجيال القادمة.

النحات الذي نشأ في بيئة ريفية وكان حاضراً بين الأرض والتربة والحجارة والصخور عشق الفن منذ الصغر وشغف بالتراث يرى أن النحت قدر والنحات قادر على أن يحلق في فضاءات الكون معيداً كثيراً مما أبدعه إلى فكرة الأسطورة بإسقاط معاصر شكل منه أعمالاً لتلامس ثقافة المنطقة في كامل تجلياتها وتترجم الكلمات والموسيقا الداخلية لمشاعره.

ولفت أبو عساف إلى أن شغفه بالمطالعة ليزيد من مخزونه الفكري والثقافي لا يقل عن شغفه بالنحت ليتجلى هذا المخزون بأعماله التي سبرت أغوار فنية بعيدة تدل على عشق وحب ورؤيا وإيمان وإبداع فني مليء بالحس الإنساني.

أعمال عديدة اشتغلها أبو عساف زينت معظمها ساحات وأماكن عامة منها نصب الشهيد الطالب الموجود في كلية الحقوق بجامعة دمشق بارتفاع أكثر من ستة أمتار إضافة إلى أعمال أخرى كمنحوتة العشاء الأخير وشجرة التفاح ومذكرات طفل سوري دون كيشوت وسيزيف السوري وحبة القمح وليدا والإوزة وروزا فضلاً عن تجسيده المرأة بكل تجلياتها وبكل ما تعنيه من انتماء مشيراً إلى مقولة محي الدين ابن عربي “كل ما لا يؤنث لا يعول عليه”.

وعن تجربة أبو عساف الفنية أوضح الفنان التشكيلي ناصر عبيد بأنه يتميز بثقافته الواسعة التي تنعكس بشكل واضح على منحوتاته ورموزه وإسقاط الميثولوجيا بعماله وقدرته على تطويع الحجر الصلد بشكل مدهش والتعامل معه بكل محبة ورقة وصبر.

فيما لفت الفنان التشكيلي أنور رشيد بأن الفنان أبو عساف ذو تجربة مميزة وأسلوب خاص حاور مادته الخام بفکره وثقافته وأعلنها قصيدة وحين اختار موضوع القناع وتوظفه عبر عن مكنوناته الإنسانية والتعبيرات القوية الواضحة مع تبسيط العناصر واختار خامات تخدم مواضعه وله بصمته الفنية على صفحة الحركة التشكيلية السورية.

يشار إلى أن الفنان التشكيلي فؤاد أبو عساف من مواليد السويداء 1966 تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991 ويعمل حالياً أستاذاً في قسم النحت بمعهد الفنون التطبيقية والتشكيلية وشارك في العديد من المعارض والملتقيات الفنية وأعماله مقتناة داخل سورية وخارجها.

خزامى القنطار

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

إرث أيقونة البازلت السوري في معرض استعادي للراحل القدير فؤاد أبو عساف بثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا تتباين المجسمات، وتتعدد آفاق التعبير، في منحوتات يبرزها المعرض الاستعادي الأول