الشريط الإخباري

مقابر للسياسة الأمريكية.. بقلم: منهل ابراهيم

أخطاء السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من أن تعد أو تحصى، وهي مستمرة، ولن يكون آخرها ما قامت به واشنطن من دفع للحلف الأطلسي للتوسع باتجاه الحدود الروسية، فسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تختلف كثيراً عن سابقاتها، حيث عملت إدارته على تنفيذ السياسات السابقة دون ابتكار أو تجديد في عقلية الدبلوماسية الأمريكية التي تخفي في قبعتها نفس الأفكار والتحركات دون البحث عن أسس منطقية تنتج حلولاً جذرية لقضايا وأزمات عالقة خارج حدود الولايات المتحدة.

إدارة بايدن أصدرت فقط إرشادات مؤقتة للأمن القومي بشأن سياستها الخارجية، وأولويات الإدارة في المنطقة كانت بوضوح دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي، وشركاء الولايات المتحدة، والتحرك الاستعراضي على نطاق واسع لمكافحة إرهاب مزعوم تم زرع أسسه بيد أمريكا وأدواتها في منطقتنا.

أمريكا لا تركز على القضايا الاستراتيجية بشكل موضوعي وجدي، بل تتحرك وفقاً للظروف والمصالح والغرائز، ما يجعلها تكرر أخطاء فادحة في منطقتنا، التي أصبحت مقبرة كبيرة للسياسة الخارجية الأمريكية، باعتراف كبار الدبلوماسيين الأمريكيين، وفي مناطق كثيرة خارج منطقتنا العديد من مقابر هذه السياسة الرعناء والفاشلة.

بالأمس القريب صرح مسؤولون أمريكيون كثر وكشفوا أخطاء بالجملة لسياسة بلادهم الخارجية، واليوم يصرح دوغلاس ماكغريغور، المستشار السابق في البنتاغون في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن السعي إلى دفع الناتو للتوسع نحو الحدود الغربية لروسيا قد يكون أكبر خطأ في السياسة الخارجية ارتكبته الولايات المتحدة منذ زمن الحرب العالمية الثانية، ولعل أدق تعبير يكشف تخبط وانفصال الدبلوماسية الأمريكية عن الواقع واجترار الأخطاء ما قاله ماكغريغور ببضع كلمات وهي “إن السلطات الأمريكية لا تتعلم شيئا ولا تتذكر أي شيء”.

أمريكا تتجاهل بشكل دائم جميع المواثيق والعهود مع خصومها وشركائها على حد سواء، وتنتج الحروب والفوضى هنا وهناك لتحقيق مصالحهما على حساب الآخرين، وأكبر مصلحة لها في المنطقة هي بقاء الكيان الصهيوني ودعمه بكل مقومات القوة، لضمان ما تسميه واشنطن أمن (إسرائيل)، وهذه مصلحة أكبر من مصالح أخرى تجارية أو أمنية تتذرع بها كحربها المزعومة على الإرهاب، لذلك نرى السياسة الخارجية لأمريكا تتمحور حول دعم العدو الإسرائيلي بشكل أساسي، والعمل على إضعاف خصومها وخصومه في المنطقة والعالم، ما يوقعها في أخطاء كبيرة عواقبها وخيمة حتى على أمريكا نفسها.

انظر ايضاً

أصحاب شعار الفيل والحمار والأوهام.. بقلم: منهل ابراهيم

يحاول الفيل والحمار المنضويان تحت راية العم سام والمختلفان انتخابياً، المتفقان بالغزو والاحتلال ووجود قطعانهم …